عثمان بن أرطغرل
عندما نتأمل في سيرة عثمان الأول تبرز لنا بعض الصفات المتأصلة
في شخصيته كقائد عسكري ورجل سياسي ومن أهم هذه الصفات:
الشجاعة عندما تنادى أمراء النصارى في بورصة ومادانوس وأدره نوس
وكته وكستله البيزنطيون في عام 700هـ/1301م لتشكيل حلف صليبي لمحاربة عثمان بن أرطغرل
مؤسس الدولة العثمانية واستجابت النصارى لهذا النداء وتحالفوا للقضاء على الدولة الناشئة
تقدم عثمان بجنوده وخاض الحروب بنفسه وشتت الجيوش الصليبية وظهرت منه بسالة وشجاعة
أصبحت مضرب المثل عند العثمانيين .
الحكمة بعد ما تولى رئاسة قومه رأى من الحكمة أن يقف مع السلطان
علاء الدين ضد النصارى وساعده في افتتاح جملة من مدن منيعة وعدة قلاع حصينة ولذلك نال رتبة الإمارة من السلطان
السلجوقي علاء الدين صاحب دولة سلاجقة الروم .
الاخلاص عندما لمس سكان الأراضي القريبة من إمارة عثمان إخلاصه للدين
تحركوا لمساندته والوقوف معه لتوطيد دعائم دولة اسلامية تقف سداً منيعاً أمام الدولة
المعادية للإسلام والمسلمين .
الصبر وظهرت هذه الصفة في شخصيته
عندما شرع في فتح الحصون والبلدان ففتح في سنة 707هـ حصن كته وحصن لفكه وحصن آق حصار
وحصن قوج حصار. وفي سنة 712هـ فتح حصن كبوه وحصن يكيجه طرا قلوا وحصن تكرر بيكارى وغيرها
وقد توج فتوحاته هذه بفتح مدينة بروسة في عام 717هـ/1317م وذلك بعد حصار شديد دام عدة
سنوات ولم يكن فتح بروسة من الأمور السهلة بل كان من أصعب ما واجهه عثمان في فتوحاته
حيث حدثت بينه وبين قائد حاميتها اقرينوس صراع شديد استمر عدة سنوات حتى استسلم وسلم
المدينة لعثمان. قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
} (سورة آل عمران:200) .
إن عثمان الأول استخدم العدل مع رعيته وفي البلاد التي فتحها
فلم يعامل القوم المغلوبين بالظلم أو الجور أو التعسف أو التجبر أو الطغيان أو البطش
وإنما عاملهم بهذا الدستور الرباني:{ قَالَ أَمَّا مَنْ
ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا
(87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ
لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) }. والعمل بهذا الدستور الرباني يدل على إيمان
وتقوى وفطنة وذكاء وعلى عدل وبر ورحمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق